الوصف
يُعدّ من أبرز الأعمال التي تناولت التجربة الدينية من منظور فلسفي وأنثروبولوجي عميق. في هذا الكتاب، يعرض إلياد رؤية متكاملة حول نمطين وجوديين عاشهما الإنسان عبر التاريخ: نمط الوجود المقدّس ونمط الوجود الدنيوي. يركّز على كيفية إدراك الإنسان المتدين للعالم بوصفه مشبعًا بالمعنى، ويبيّن كيف يتعامل مع الفضاء والزمن والطبيعة باعتبارها تجليات للقداسة، في مقابل الإنسان الحديث الذي يعيش في عالم منزوع القداسة، ويُدرك الواقع من منظور وظيفي وعقلاني.
الإنسان المتدين يتعامل مع عالم مليء بالرموز والطقوس والأساطير التي تمنحه موقعًا في الوجود وتربطه بالمطلق. الفضاء المقدّس يُنظر إليه كمركز كوني، والزمن المقدّس يُستعاد فيه خلق العالم، والطبيعة تُفهم بوصفها كيانًا حيًا يحمل رموزًا كونية. الطقوس والأساطير وطقوس العبور تُستخدم لتكريس الحياة وتحقيق الوجود الروحي، وتُعبّر عن انتقال الإنسان من حالة إلى أخرى، ومن الفوضى إلى النظام، ومن الموت إلى القيامة.
هذا الكتاب يخاطب الفيلسوف، وعالم النفس، ومؤرخ الأديان، وكل من يسعى إلى فهم الأبعاد العميقة للوجود الإنساني. إلياد يكشف أن الإنسان الحديث، رغم ادعائه اللادينية، لا يزال يحمل في لاوعيه آثارًا من الحس الديني، ويعيش رموزًا وأساطير مموّهة تتجلى في أحلامه، وخيالاته، وطقوسه اليومية، وحتى في الفن والسينما والأيديولوجيات المعاصرة.
“المقدّس والدنيوي“ يقدّم تأملًا في معنى أن يكون الإنسان إنسانًا، وفي علاقته بالكون، والزمن، والمطلق. يدعو إلى إعادة اكتشاف البُعد الرمزي والروحي للحياة، في زمن بات فيه المعنى مهددًا بالتلاشي.




المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.