الوصف
الاقتصاد الإلهي: حين تتقاطع الأسواق مع المقدّس
في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، وبينما تتراجع مظاهر التدين في بعض أركان الغرب، لا يزال الدين حياً، نابضاً، وفاعلاً في معظم أنحاء العالم. ونجد إن الحركات الدينية، بدلاً من أن تذبل، ازدادت قوةً وتنظيماً وثروة.
فما السر؟ وكيف يمكن فهم هذا الصعود في زمن يُفترض أنه زمن العقلانية والعلمانية؟
في هذا الكتاب الاستثنائي، “الاقتصاد الإلهي”، الذي أُدرج ضمن القائمة الطويلة لجائزة فاينانشال تايمز وشرودرز لأفضل كتاب أعمال اعام 2024 يقدم الخبير الاقتصادي بول سيبرايت تفسيراً جريئاً ومبتكراً: الأديان، كما يرى، ليست مجرد معتقدات روحية، وإنما كيانات اقتصادية معقدة، تتصرف كمنصات أعمال ضخمة، تتنافس، وتوظف، وتدير، وتؤثر.
من خلال عدسة الاقتصاد، يكشف سيبرايت كيف طورت الأديان عبر قرون طويلة استراتيجيات تنافسية فعالة، وكيف أصبحت اليوم مؤسسات ضخمة تتعامل مع الموارد، وتحفّز الأتباع، وتنشر الرسائل، وتبني شبكات اجتماعية واقتصادية عابرة للحدود. إنها منصات تجمع الأفراد لا فقط بحثًا عن الإيمان فحسب، ولكن عن الانتماء، والدعم، والعلاقات، وأحياناً حتى فرص العمل.
لكن هذه القوة ليست محايدة. فهي قادرة على أن تكون ملاذاً للضعفاء، ومصدراً للمعنى في عالم مضطرب، كما يمكن أن تُستغل في التسلط، والتلاعب، وإثارة العنف. يكتب سيبرايت بروح تحليلية متزنة، لا تنحاز ولا تُدين، وإنما تسعى لفهم كيف يمكن للدين والمجتمع العلماني أن يتعايشا، ويتكاملا، في عالم تتباين فيه الحاجات الروحية والواقعية.
“الاقتصاد الإلهي” كتاب عن الإنسان، وعن حاجته الدائمة للانتماء، وعن الطرق التي تتخذها المؤسسات – دينية كانت أم دنيوية – لتلبية تلك الحاجة، وتوجيهها، وأحيانًا استغلالها.




المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.